وفي حديث آخر
عن عمر قال: كنت جالسا عند رسول الله a فقال: أتدرون
أى الخلق أفضل إيماناً؟ قلنا: الملائكة. قال: وحق لهم، بل غيرهم. قلنا: الأنبياء.
قال: وحق لهم، بل غيرهم. ثم قال رسول الله a:
(أفضل الخلق إيماناً قوم في اصلاب الرجال يؤمنون بى ولم يرونى، يجدون وَرَقا
فيعملون بما فيها وهم أفضل الخلق إيماناً)[2]
قال الرجل:
نعم ما ذكرت.. ولكن ما علاقة ما تذكره بهذا القسم؟
قال الحكيم:
إن اليقظة تتطلب أمرين لا يمكن أن تحقق من دونهما: أن تعرفوا الحقائق التي يقوم
عليها هذا الكون.. وأن تعرفوا من أنتم وما محلكم منه..
إن هذا مثل
المستيقظ من النوم تماما.. فالمستيقظ يعرف حقيقته وحقيقة ما يحيط به.. بخلاف
النائم الذي انشغل عن كلا المعنيين.
قالوا: وعينا
هذا.. ونحن نتعجب من دعوتنا إلى رؤية الحقائق بدل علمها.
قال: لأن
علمها موجود عندكم.. كما هو موجود عند كثير من الناس.. ولكن الكثير ينشغل عن العلم
بالجهل، فيغطي جهله علمه.. فلذلك يحتاج إلى أن يبصر الحقائق حتى يتغلب علمه على
جهله.
قالوا: اضرب
لنا مثالا حتى نعي هذا.
قال: لاشك
أنكم تعرفون الموت.
قالوا: ومن
لا يعرفه؟
قال: ولكنكم
في تعاملكم مع شؤون حياتكم تكادون تنسونه.
قال رجل
منهم: أجل.. ولذلك قالوا : لم نجد يقينا أشبه بالشك من الموت.