والأولاد والضّيعات، نسينا كثيرا، فقال رسول اللّه a:
(والّذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذّكر، لصافحتكم
الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، يا حنظلة، ولكن ساعة وساعة (ثلاث مرّات)[1]
قال أحدهم:
إن هؤلاء صحابة وواعظهم هو رسول الله a.. وأين نحن من
الصحابة.. وأين أنت من رسول الله a ؟
بدا الغضب
على وجه الترمذي، ثم راح يصيح فيهم: ويحكم أتريدون أن تكرروا ما فعله أهل ترمذ..
ويحكم ما فائدة الحقائق إن لم نعشها.. وما جدوى المعارف إن لم نبصرها.
أما الصحابة
فهم بشر مثلكم.. ولستم أقل منهم شأنا إن أحسنتم.. فالله لا يحاسب خلقه إلا بأعمالهم..
ولا يرفع درجاتهم إلا بما كسبت أيديهم..
ثم لم لم
تذكروا أنه إن فاتتكم الصحبة فإن أخوة رسول الله a
لم تفتكم.. وأنتم تعلمون أن للأخوة من الفضل في كثير من الأحيان ما لا تدانيه
الصحبة؟
قال أحدهم
غاضبا: ما تقول يا شيخ؟.. وأين نحن من الأخوة التي تزعمها؟
قال: لعلكم
لم تسمعوا بما ورد في الحديث من أن رسول الله a أتى المقبرة فقال: (السّلام عليكم دار قوم مؤمنين. وإنّا إن شاء اللّه،
بكم لاحقون. وددت أنّا قد رأينا إخواننا) قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول اللّه؟
قال: (أنتم أصحابي. وإخواننا الّذين لم يأتوا بعد)، فقالوا: كيف تعرف من لم يأت
بعد من أمّتك يا رسول اللّه؟ فقال: (أرأيت لو أنّ رجلا له خيل غرّ محجّلة. بين
ظهري خيل دهم بهم.. ألا يعرف خيله) قالوا: بلى. يا رسول اللّه! قال: (فإنّهم يأتون
غرّا محجّلين من الوضوء. وأنا فرطهم على الحوض. ألا ليذادنّ رجال عن حوضي كما يذاد
البعير الضّالّ أناديهم: ألا هلمّ! فيقال: إنّهم قد بدّلوا بعدك. فأقول سحقا