يقضى بها على الجهل.. وهكذا فميادين اللسان لا يمكن حصرها.
قلت: إن ذلك يستدعي علوما كثيرة.
قال: أجل.. ففاقد الشيء لا يعطيه.. وما اللسان إلا ثمرة لما غرس في الجنان.
قلت: فبأي لسان نتحدث.. فالألسنة كثيرة؟
قال: لقد قال الله تعالى :﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (ابراهيم:4)
قلت: إن ذلك يستدعي تعلم لغات العالم.
قال: أجل.. فما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب.
الإحسان:
قلت: فما الإحسان، وكيف جعلته في المرتبة الثالثة؟
قال: ألا تعرف البيت الذي يقول:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمُ فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
قلت: بلى.. أعرفه.. فهذا البيت أشهر من نار على علم.. يعرفه منا الصغير والكبير، والنساء والرجال.
قال: أتدري لم يحفظونه؟
قلت: أجل.. فهو يعبر عن حقيقة تمتلئ بها نفوسهم جبل عليهم طبعهم، فلا يستطيعون الانفكاك عنها.
قال: أي طبيعة؟
قلت: الإنسان بطبعه يميل إلى من أحسن إليه، ويحبه، ويخضع له.
قال: ولذلك كان الداعية إلى الله السائر على قدم رسول الله a هو الذي يستثمر هذه