قال: كتبة تلك الكتب بشر.. يخطئون ويصيبون.. فخذ بصوابهم، واحذر من
خطئهم.
قلت: فكيف أميز صوابهم من خطئهم؟
قال: ما جاءك من المعصوم، فهو معصوم.. وما جاءك من غيره، فخذ منه
ودع.
قلت: فما آخذ، وما أدع؟
قال: ما دل عليه العقل.. فخذه.. وما لم يدل عليه، فدعه.
قلت: أأقدم عقلي على دين الله.
قال: لقد خلق الله لنا العقول لنميز بها الطيب من الخبيث والحق من
الباطل، ولم يخلقها لنا لنودعها سجون الإهمال.
العمل:
بعد أن انتهيت من سرد مراتب الإيمان على لقمان الحكيم وشرحها لي..
وجدت مرتبة العمل، فسألته عنها، فقال: إذا باشر الإيمان القلب هان عليك أن تكلفه
التكاليف.. بل إن المدعو نفسه هو الذي يرغب إليك في أن تعمله ما كلفه به ربه..
فيؤديه عن طواعية ومحبة.
العبادات:
رأيته وضع في المرتبة الأولى (العبادات).. فسألته عنها، فقال: إن أول
ما يبدأ به الداعية إلى الله في تقريب العباد إلى الله هو الدعوة إلى عبادة الله..
فإنه لا يثبت الإيمان في القلوب كالعبادات..
قلت: والسلوك!؟
قال: كما أن الإيمان يمهد للعبادة.. فإن العبادة تمهد للسلوك.. لقد
قال الله تعالى يذكر ذلك:﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ
وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ
وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ (العنكبوت:45)،
وقال:﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً