وقال a: (صوم ثلاثة أيام من الشهر تذهب
وحر الصدر)[1]
وقال:(الطُّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله
والحمد لله تملآن، أو تملأ مابين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان،
والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو
موبقها)[2]
قلت: تعلمت أن أبدأ الدعوة للإيمان من الإيمان بالله، فمن أين أبدأ
الدعوة للعبادات؟
قال: بم أمرنا رسول الله a أن نبدأ.. فقد علمنا سيد الحكماء كيف نرتب الأمور في مراتبها، وكيف
لا نعدو بها منازلها.. لقد حدث ابن عباس قال: قال رسول الله a لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: (إنك
ستأتي قوماً من أهل الكتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله
وأن محمداً رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس
صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة
تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم،
واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب)[3]
وما ذكره a هو ما تدل عليه النصوص الكثيرة
الدالة على أن أول ما بدأ به رسول الله a تربية أصحابه هو تربيتهم على إقامة
الصلاة.. ومن ذلك ما ورد في سورة المزمل ـ وهي من أوائل ما نزل من القرآن الكريم ـ
من الأمر بالصلاة، ومن الإخبار بحرص رسول الله a الصحابة عليها، كما قال تعالى:﴿
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ
وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ
فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ