وقد استدل ابن عباس بهذا على مشروعية سجدة سورة ص، فعن العوام قال:
سألت مجاهداً عن سجدة (ص) فقال: سألت ابن عباس من أين سجدت؟ فقال: أوما تقرأ:﴿
وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَان﴾ (الأنعام: 84)، ﴿
أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ (الأنعام: 90)؟
فكان داود عليه الصلاة والسلام ممن أمر نبيكم a أن يقتدي به، فسجدها داود عليه الصلاة
والسلام، فسجدها رسول اللّه a)[1]
قلت: إن بعضهم لا يذكر الأنبياء إلا ويذكر معهم من الخطايا ما يندى
له الجبين.
قال: أولئك حجب.. فلا تلتفت للحجب..
قلت: كيف تقول هذا.. وهذا قد ذكر في كتب التفسير والحديث.. بل اعتبر
الكلام فيه من الكتاب والسنة.
قال: ذلك دين كعب الأحبار ووهب بن منبه.. لا دين محمد a.. فمن رغب في دين محمد a فعليه أن يصفي عقله وقلبه وروحه وسره من
كل تأثير غير التأثير الذي دعاه إليه نبيه a.
الغيبيات:
قلت: أرك وضعت الإيمان بعوالم الغيب في المرتبة الأخيرة..
قال: أجل.. لأنه لا يمكنك أن تدعو للإيمان بالملائكة قبل أن تدعو لله
ولرسول الله.
قلت: وعيت أنه لا يمكن الدعوة للملائكة قبل الدعوة لله.. ولكن لم لم
يمكن الدعوة للملائكة قبل الدعوة لرسل الله؟
قال: لأنه لولا رسل الله ما عرفنا الملائكة.. إن العلماء يسمون هذا
الباب من العقائد (السمعيات).. ذلك أنه يكتفى فيها بالأدلة المعصومة، ويعزل العقل
عن البت فيها بقول أو