فلما فرغ حسان بن ثابت من قوله قال الأقرع بن حابس: (وأبي إن هذا
الرجل لمؤتى له، لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، ولأصواتهم أعلى
من أصواتنا)
فلما فرغ القوم أسلموا، وجوزهم رسول الله a فأحسن جوائزهم[1].
قال مطهري: إن هذا حديث عظيم.. وهو يحمل دلالات عظيمة للذين يريدون
أن يعرفوا الإسلام للعالم.
قال شكيب: أجل.. فلا يمكن أن نصل إلى جماهيرنا في العالم وشعراؤهم
خير من شعرائنا، وخطباؤهم خير من خطبائنا، وممثلوهم خير من ممثلينا، ومخرجوهم خير
من مخرجينا، وقدراتهم الإبداعية أعظم من قدراتنا الإبداعية.
قال مطهري: نعم.. ولن نستطيع أن نصل لجماهيرنا في العالم، ونحن لا
نحمل أي مشروع حضاري متكامل يشمل الاقتصاد والسياسة والاجتماع.. وكل النواحي.
لابد ـ لكي ننجح في مخاطبة العالم ـ أن نقدم لهم الملموس.. فلن تفهم
جماهيرنا في العالم إلا لغة الواقع المضمخة بعطر الإيمان.
قال القمي: لابد أن نشكل النموذج الإنساني المتكامل الذي يقف متحديا
كل النماذج..
قال الكواكبي: لكي ننجح في ذلك لابد أن نقهر الاستبداد.. الاستبداد
بكل أشكاله: الديني والسياسي والاقتصادي.. أرى أننا قد ورثنا كثيرا من أعراف
الاستبداد، ولا يمكن أن نتحرك خطوة واحدة، ونحن نرزح تحت نيرها.
قال إقبال: لابد أن نثق في أنفسنا، وفي قدراتنا.. ولابد أن نعيد هذه
الثقة في شعوبنا المسلمة..
التفتت الجماعة إلى ديدات، وقالت: هيا.. اذكر لنا ما لديك من الخطط
في هذا،
[1] رواه
أحمد، والترمذي وحسنه، وابن أبي حاتم، وابن المنذر.