فلا ترانا الى حي نفاخرهم
إلا استفادوا فكانوا الرأس يقتطع
فمن يفاخرنا في ذاك نعرفه
فيرجع القوم والاخبار تستمع
إنا أبينا ولا يأبى لنا أحد
إنا كذلك عند الفخر نرتفع
وكان حسان بن ثابت غائبا، فبعث إليه رسول الله a.. فجاء، فقام وقال:
إن الذوائب من فهر وإخوتهم
قد بينوا سنة للناس تتبع
يرضى بهم كل من كانت سريرته
تقوى الإله وكل الخير يصطنع
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم
أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك منهم غير محدثة
إن الخلائق فاعلم شرها البدع
إن كان في الناس سباقون بعدهم
فكل سبق لأدنى سبقهم تبع
لا يرقع الناس ما أوهت أكفهم
عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا
إن سابقوا الناس يوما فاز سبقهم
أو وازنوا أهل مجد بالندى متعوا
أعفة ذكرت في الوحي عفتهم
لا يطمعون ولا يرديهم طمع
لا يبخلون على جار بفضلهم
ولا يمسهم من مطمع طبع
إذا نصبنا لحي لم ندب لهم
كما يدب الى الوحشية الذرع
نسمو إذا الحرب نالتنا مخالبها
إذا الزعانف من أظفارها خشعوا
لا يفخرون إذا نالوا عدوهم
وان أصيبوا فلا خور ولا هلع
كأنهم في الوغى والموت مكتنع
أسد بحلية في أرساغها فدع
خذ منهم ما أتى عفوا إذا غضبوا
ولا يكن همك الأمر الذي منعوا
فإن في حربهم فاترك عداوتهم
شرا يخاض عليه السم السلع
أكرم بقوم رسول الله شيعتهم
إذا تفاوتت الأهواء والشيع
أهدي لهم مدحتي قلب يوازره
فيما أحب لسان حائك صنع
فإنهم أفضل الأحياء كلهم
إن جد بالناس جد القول أو
سمعوا