قال الكواكبي: إن شوقنا إليه يدعونا إلى أن نبذل كل جهد لتبليغ ما
أمرنا بتبليغه، لا نألو في ذلك جهدا.
قال القمي: لقد رأينا رسول الله a يستعمل وسيلة الكتابة ليبلغ ما أمر
بتبليغه، فرسول الله a لم
يترك أحدا في زمنه له سلطة إلا كتب إليه، أو أرسل إليه من يبلغه.
قال الشعراوي: لقد كانت الكتابة هي الوسيلة المتاحة.. أما في عصرنا..
فما أكثر الوسائل التي لو أحسنا استعمالها لدخل الناس في دين الله أفواجا.
قال شكيب: فاذكر لنا من الوسائل ما ترى على الدعاة إلى الله استعماله
لتبليغ رسالة الله للعالمين.
قال الشعراوي: أول ما أراه من وسائل: التمثيل..
صاح الجمع متعجبين: التمثيل !؟
قال القمي: أتقول هذا.. وأنت الشيخ الوقور؟
قال الشعراوي: وما لي لا أقوله، وأنا أرى بشر عصرنا لا يستغرقون في
شيء، كما يستغرقون في مشاهدة الأفلام والتمثيليات والمسرحيات؟
قال شكيب: ولكن ذلك قد يؤلب علينا بعض المتزمتين.. لاشك أنك تعرفهم،
وتعرف موقفهم من هذا ومثله.. هم لا يرضون إلا بالوسائل التي نصت عليها السنة.
قال الشعراوي: فقد نصت السنة على هذا؟
قالوا متعجبين: أين ذلك؟
قال الشعراوي: ألم تقرأوا حديث الأبرص والأقرع والأعمي؟
قالوا: بلى..
قال الشعراوي: فقد مثّل المَلَك دور الفقير حين سأل الأعمى، والأبرص،
والأقرع كما