قال: أرأيت من خرح من أصحابكم إليه هل يرجع إليكم؟ قال: قد قاتله
قوم فهزمهم وهزموه. قال: هذه آية النبوة. قال ثم دعاني فقال: أبلغ صاحبك أني أعلم
أنه نبي ولكن لا أترك ملكي.
قال: وأما الأسقُف فإنَّه كانوا يجتمعون إِليه في كل أحد، يخرج إليهم
ويحدِّثهم ويذكِّرهم، فلما كان يوم الأحد لم يخرج إليهم وقعد إلى يوم الأحد
الآخر، فكنت أدخل إليه فيكلمني ويسألني. فلما جاء الأحد الآخر انتظروه ليخرح
إليه، فلم يخرج إِليهم واعتلَّ عليهم بالمرض وفعل ذلك مراراً. وبعثوا إليه
لتخرجنَّ إلينا أو لندخلنَّ عليك فنقتلك، فإنا قد أنكرناك منذ قدم هذا العربي.
فقال الأسقف: خذ هذا الكتاب واذهب إلى صاحبك فاقرأ عليه السلام، وأخبره أنِّي
أشهد أن لا إله إِلا الله وأن محمداً رسول الله، وأني قد آمنت به، وصدَّقته، واتبعته،
وأنهم قد أنكروا عليّ ذلك، فبلِّغه ما ترى. ثم خرج إليهم فقتلوه[1].
ومما ورد في كتابه a إلى
المقوقس ملك الإِسكندرية ما حدث به حاطب بن أبي بلتعة قال: بعثني رسول الله a إلى المقوقس ملك الإِسكندرية، قال:
فجئته بكتاب رسول الله a
فأنزلني في منزله وأقمت عنده، ثم بعث إليّ وقد جمع بطارِقَته وقال: إنِّي سائلك
عن كلام فأحبُّ أن تفهم عني، قال قلت: هلُمَّ؛ قال: أخبرني عن صاحبك أهو نبي؟
قلت: بل هو رسول الله، قال: فما له حيث كان هكذا لم يدعُ على قومه حيث أخرجوه من
بلده إلى غيرها؟ قال قلت: عيسى بن مريم أليس تشهد أنه رسول الله[2]؟ قال: بلى. قلت: فما له حيث
أخذه قومه فأرادوا أن يصلبوه ألا يكون دعا عليهم بأن يهلكه الله حيث رفعه الله
إلى السماء الدنيا؟ فقال لي: أنت حكيم قد جاء من عند حكيم[3].
قال ديدات: بورك فيك يا شيخنا.. لقد أعدت أذهاننا إلى تلك الأيام
الجميلة.. أيام