لقد كان أول ما فعله القرآن
الكريم هو إخراج أولئك البدو من تلك القوقعة التي سجنوا فيها أنفسهم، فدعاهم إلى
النظر إلى الأشياء.. فلا يمكن أن يتطور من يغمض عينيه عن أسرار الوجود:
لقد قال لهم ـ وهم منشغلون بوصف
الصحراء والإبل ـ ينبههم إلى ما أودع في كونه من كمال وجمال:﴿ وَهُوَ
الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ
فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً وَمِنَ
النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ
وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى
ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ﴾ (الأنعام:99)
ودعاهم إلى النظر إلى السماء:﴿
قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ
عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ﴾ (يونس:101)