قال إقبال: لكني عرفت بعد ذلك
خطأ هذا المنهج.. فنحن لن نبدأ من حيث بدأوا.. بل نبدأ من حيث انتهوا.. فنهاياتهم
هي بدايتنا.
قال شكيب: ولكنهم قد يصيحون فينا
قائلين: أنتم تقتاتون من علومنا واختراعاتنا واكتشافاتنا؟
قال إقبال: ونحن نصيح فيهم:
وأنتم لم تكن لكم هذه العلوم، ولا تلك الاختراعات، ولا تلك الاكتشافات إلا بما
نهلتموه من علومنا.
قال الكواكبي: فسيصيحون فينا:
وأنتم ـ أيضا ـ لم تتطور حضارتكم إلا بعد اقتباسها من سائر الحضارات ومزجها بينها.
قال إقبال: حينها نقول لهم:
العلوم لا وطن لها.. العلوم حق البشر جميعا.. فلكل إنسان الحق في الاستفادة من كل
علم.. والحق في الاستفادة من كل اختراع ما دام يشتريه بمال الحلال.
قال شكيب: صحيح ما ذكرت.. ولكن
المنظومة التعليمية التي تدرس في مدارسنا تجعل بيننا وبين ما تذكره آلاف الأميال..
قال إقبال: فلنسع لتغيير
منظومتنا التربوية.. ولنستن بسنة رسول الله a في ذلك.. فقد جاء رسول الله a في بيئة بدوية لم يكن لها اهتمام إلا
بما تفرضه حياة البداوة من انشغال بالشعر، والأنساب، وغيرها من المعارف البسيطة
التي لا يمكن أن تؤسس لعمران.
قال الكواكبي: فماذا فعل رسول
الله a ليخرجها من منظومة البداوة
لمنظومة الحضارة.. لتخرج بعد ذلك للناس بأعظم حضارة عرفتها البشرية.
قال إقبال: اقرأوا القرآن لتروا
المعاني التي ربى عليها رسول الله a
النفوس لتصبح أهلا لحمل الحضارة.
لقد بحثت في ذلك.. ورأيت في ذلك
منهجا متكاملا يمكننا استثماره ليعود للأمة