وقال a: (التاجر الصدوق الأمين مع
النبيين والصديقين والشهداء)[1]
وقال a: (الخازن المسلم الأمين الذي
يُنفذ ما أُمِر به كاملاً موفراً طيباً به نفسُه فيدفعه إلى الذي أُمر له به أحد
المتصدقين)[2]
وقال a ـ يصف مرور الناس على الصراط ـ:(وترسل
الأمانة والرحم، فتقومان جَنَبتي الصراط يميناً وشمالاً)[3]، وقال a:(ثلاث متعلقات بالعرش: الرحم تقول اللهم
إني بك فلا أقطع، والأمانة تقول: اللهم إني بك فلا أخان، والنعمة تقول: اللهم إني
بك فلا أكفر)[4]
ومما ورد في سبب نزول قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ﴾ (لأنفال:27) أنها نزلت في أبي لبابة حين بعثه رسول الله a إلى بني قريظة، لما حصرهم a، وكانوا يميلون إلى أبي لبابة لكون أهله
وولده فيهم، فقالوا له: هل ترى أن ننزل على حكم محمد؟ فأشار بيده إلى حلقه ـ أي
إنه الذبح فلا تفعلوا ـ فكانت تلك منه خيانة لله ولرسوله.
قال: فما زالت قدماي من مكانهما حتى علمت أني قد خنت الله ورسوله، ثم
ذهب إلى المسجد وربط نفسه، وحلف أن لا يحلها أحد إلا رسول الله a، ثم لا زال كذلك حتى أنزل الله توبته،
فحله رسول الله a بيده الشريفة.
ولهذا كله ورد في الحديث عن علي قال: كنا جلوسا مع رسول الله a، فطلع علينا رجل من أهل العالية، فقال:
يا رسول الله أخبرني بأشد شيء في هذا الدين وألينه؟ فقال: ألينه شهادة أن لا إله
إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأشده ـ يا أخا العالية ـ الأمانة، إنه لا دين
لمن