الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم،
وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة
أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وزلزلة، وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتابع كنظام
بال قطع سلكه، فتتابع)[1]
قال مطهري: مما يدل على أن هذه النبوءات قد تحققت في عصرنا تحققا
تاما هو ما نراه من اختصار عامة الناس ـ بل خاصتهم ـ الأمانة في الودائع مع أنها
الدين جميعا، فالله قد ائتمننا على هذا الدين.. على تشريعاته تشريعا تشريعا.. وعلى
توجيهاته توجيها توجيها..
قال الشعراوي: صدقت.. فقد اعتبر الله تعالى الدين بجميع تكاليفه
دينا، فقال:﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا
وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾(الأحزاب:72)،
فقد قال ابن عباس في تفسيرها:(الأمانة: الفرائض، عرضها الله على السموات والأرض
والجبال، إن أدوها أثابهم. وإن ضيعوها عذبهم، فكرهوا ذلك وأشفقوا من غير معصية،
ولكن تعظيمًا لدين الله ألا يقوموا بها، ثم عرضها على آدم، فقبلها بما فيها)
قال القمي: لقد ورد في النصوص المقدسة ما يشير إلى شمول الأمانة جميع
التكاليف الشرعية، ابتداء من الحكم وانتهاء بأبسط التكاليف، ففي الحديث، قال a:(إذا ضيِّعت الأمانة فانتظر الساعة)،
قيل: يا رسول الله وما إضاعتها؟ قال: (إذا وسد الأمر إلى غير أهله، فانتظر
الساعة)[2]
وقال a لأبي ذر في شأن الإمارة:(إنها
أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدّى الذي عليه فيها)[3]