قال مطهري: إن هذه الأوصاف الأربعة تحوي منظومة كاملة من القيم تضع
الأمة في أعلى معارج القوة.
فالأمة القوية هي التي تنطلق من الإيمان بالله بأرفع درجات الإيمان..
ثم تسير في حياتها على ما تقتضيه الفطرة النقية التي عبر عنها القرآن الكريم
بالوسطية.. فإذا ما تم لها ذلك كان لها أن تنشغل بدعوة الناس إلى الله آمرة
بالمعروف ناهية عن المنكر.. ولن يتم لها كل ذلك إلا بالوحدة، فالوحدة هي التي تجعل
جهودها منصرفة إلى الرسالة التي أنيطت بها، لا إلى النزاعات الداخلية التي تفتك
بها.
قال الكواكبي: فكيف نحقق هذه القيم الرفيعة في أمتنا التي فتكت بها
الغفلة عن الله، وقتلها الغلو في دين الله، فصار بأسها بينها شديدا، ﴿
تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾ (الحشر: 14)؟
قال إقبال: ذلك يسير على من يسره الله.. فما دامت لدينا هذه المصادر
المقدسة، فلن يصعب علينا بحمد الله شيء.
قال شكيب: فهل لديك خطة لذلك؟
قال إقبال: أجل.. وهي خطة طويلة الأمد.. اقتربوا مني لأبثها لكم.
اقتربوا منه، فأخذ يناجيهم بكلمات كثيرة، لم أسمع منها إلا أسماء من
مررت بهم من الورثة الذين كان يردد اسمهم كل حين.
سألت صاحبي عن سبب ذكره لتلك الأسماء، فقال: لأن أصحاب تلك الأسماء
هم