قال: ألم أقل لك: إن هذه الغرفة هي المنارة التي تهتدي بها جميع
منارات الهداية؟
الأمانة
بعد أن لبث مهندسو الشهادة مليا يدرسون خطة إقبال، قام مطهري، وقال:
إن ما ذكرته ـ يا إقبال ـ ييسر ما سأذكره لكم من خطط ترتبط بإعادة الأمانة إلى
الأمة.. فلا يمكن للناس أن يدخلوا في دين الله أفواجا إلا إذا رأونا أمة أمينة،
تتوفر على كل ما تستدعيه الأمانة من قيم.
قال الشعراوي: صدقت.. فالقوة وحدها لا تكفي، لقد قال الله تعالى يجمع
بينهما:﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ
اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾ (القصص:26)، وقال:﴿ قَالَ
عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ
وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ﴾ (النمل:39)
قال الكواكبي: صدق الله العظيم.. فالقوي الذي لا أمانة له لن يستعمل
القوة إلا فيما استعملها فيه المتمردون الذين أذاقوا البشر ويلات نفوسهم الحاقدة
الخائنة.
قال القمي: ولهذا كان من أهم أوصاف رسول الله a التي جعلته محل ثقة في مجتمعه هي
أمانته، فقد كان يدعى بين قومه قبل أن يوحى إليه (الصادق الأمين)
قال الشعراوي: لقد وصف القرآن الكريم جميع الرسل ـ عليهم الصلاة
والسلام ـ بالأمانة، وهو دال على ضرورتها لمن يريد أن يدخل الناس في دين الله أفواجا:
لقد قال الله تعالى عن نوح u :﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ
لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
(107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108﴾ (الشعراء)
وقال عن هود u:﴿
قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ
الْعَالَمِينَ (67)