قال إقبال: لقد جمع رسول الله a كل ذلك وغيره في قوله الجامع:(المؤمن
إلف مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف)[2]
قال شكيب: وفي سلوك رسول الله a نجده حريصا على تعميق الأخوة بين
المؤمنين، ولذلك كان أول ما فعله a في
المدينة المنورة هو قضاؤه على ذلك النزاع الطويل الذي كان ينهش جسد الأوس والخزرج،
ثم إخاؤه بين المهاجرين والأنصار.. وكان a لا يترك سببا من أسباب الشقاق إلا سارع لسده قبل أن يتفاقم، وكان a يستعمل لذلك كل الأساليب، بل كان يدعو إلى استعمال جميع
الأساليب لرد المسلمين إلى تآلفهم ووحدتهم، ففي الحديث أن النبي a قال: (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس،
فيقول خيرا أو ينمي خيرا) [3]
الأمة:
قال إقبال: عرفنا قوة الفرد وقوة المجتمع، فما قوة الأمة؟.. وكيف نحققها؟
قال القمي: لا يمكن أن تتحقق الشهادة بكمالها إلا بهذا النوع من
القوة.. ولا أرى أن هذا النوع من القوة يتحقق للأمة إلا إذا تحققت بالأوصاف التي
وصفها بها ربها.
فقد وصفت الأمة في القرآن الكريم بأربعة أوصاف:
فقد وصفها الله تعالى بالوسطية في قوله:﴿ وَكَذَلِكَ
جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ
الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾ (البقرة: 143)
ووصفها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله في قوله:﴿
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ