سكت قليلا، ثم قال: اسمعوا هذه الأحاديث وألقوها في وجوه من يعبدون
المستبدين من دون الله ويزينون لهم ما يفعلون، ويشوهون الإسلام بذلك التزيين.. قال
a:(ما من مسلم يخذل امرأ مسلما في
موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته،
وما من امرئ مسلم ينصر امرأ مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته
إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته)[1]
وقال a:(أمر بعبد من عباد الله تعالى
يضرب في قبره مائة جلدة فلم يزل يسأل الله ويدعو حتى صارت جلدة واحدة فامتلأ قبره
عليه نارا فلما ارتفع عنه وأفاق قال: علام جلدتموني؟ قالوا: إنك صليت صلاة بغير طهور،
ومررت على مظلوم فلم تنصره)[2]
وقال a:(قال الله عز وجل: وعزتي وجلالي
لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله، ولأنتقمن ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره ولم
يفعل)[3]
وقال a:(انصر أخاك ظالما أو مظلوما،
فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إن كان ظالما كيف أنصره؟ قال
تحجزه أو تمنعه عن الظلم فإن ذلك نصره)[4]
قال الكواكبي: فحدثنا عن شمول معنى العدل في الإسلام.
قال الشعراوي: لقد اعتبر علماء الأخلاق المسلمين العدل من الأركان
الأربعة الكبرى التي تتأسس عليها الأخلاق.. وقد أشار القرآن الكريم في الآية التي
تحوي أصول الأخلاق إلى هذا، بل اعتبر العدل أول الأصول، فقال:﴿ إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى