وفي حديث آخر، قال a:(ما
من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش رعيته إلا حرم الله تعالى عليه
الجنة)[1]، وفي رواية:(فلم يحطها بنصحه لم
يرح رائحة الجنة)، وفي أخرى:(ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح
لهم إلا لم يدخل معهم الجنة)
انظروا هذه الأحاديث، وما تحمله من ترهيب من الجور الذي يتأسس من غش
الوالي لم كلف برعايتهم.
وفي حديث آخر قال a: (كيف أنتم إذا وقع فيكم خمس وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوهم:
ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع
التي لم تكن في أسلافهم، وما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء، ولولا
البهائم لم يمطروا، وما بخس قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة
وجور السلطان، ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله تعالى إلا سلط الله عليهم عدوهم
فاستنفذوا بعض ما في أيديهم، وما عطلوا كتاب الله وسنة نبيه a إلا جعل الله بأسهم بينهم)[2]
قال مطهري ـ مقاطعا ـ انظروا.. إن كل لفظ من هذا الحديث يدل على أمر
له علاقة بالعدل الذي أمر به الحكام..
فسبب انتشار الفواحش، وما يعقبها من عقوبات هو توقف السلطان دون
تطبيق نظام العفاف الذي جاء به الإسلام.. فلا يمكن أن يتحقق العفاف من دون ذلك
النظام.
وسبب منع الزكاة له علاقة بالسلطان، فالسلطان هو الذي يستعمل كل
الوسائل ليأخذ حق الفقراء من أيدي الأغنياء، رضوا أو لم يرضوا.
وسبب البخس في المكيال والميزان له علاقة بالسلطان، فالسلطان العادل
هو الذي