سمع)[1]، وقوله:(بحسب المرء من الكذب أن
يحدث بكل ما سمع)[2]
قالوا: فما في هذا من الورع الذي يجب على المفتي أن يمارسه؟
قال: المفتي الوارث هو الذي لا يتكلم في كل
ما يعلم، فقد يكون ما يتكلم فيه غير صحيح، فيتحمل وزر نقل الكذب وإشاعته، وقد يكون
ما يتكلم فيه غير نافع، فيتحمل وزر الضرر الذي أصاب به من أفتاه.
قالوا: وعينا هذا.. فلا يكون العالم عالما حتى يتثبت مما يعلمه.
قال: ذلك لا يكفي.. فقد يعلم الشيء ويتثبت منه، ولكنه لا ينغي له أن
يلقيه إلا لأهله، أو في الوقت المناسب له.. فالدواء قد يكون نافعا، لكنه إن أعطي
لمن لا يحتاجه أضر به.