خاصة بذوي المكانة في المجتمع المدني،
فقد استفاد من أسعد بن زرارة وهو من ذوي المكانة في قومه حيث نزل ضيفًا عليه،
وأخذ يصطحبه في جولاته الدعوية ليقوم بمهمة تعريفه بذوي المكانة ليوليهم عناية
خاصة في الدعوة، فحينما دخلا حائط بني عبد الأشهل، وأقبل عليهما أسيد بن حضير
لزجرهما، فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب بن عمير: هذا سيد قومه قد جاءك، فاصدق
الله فيه.
وحينما أسلم أسيد بن حضير، قال لهما
مبينًا مكانة سعد بن معاذ في قومه: إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من
قومه، وسأرسله إليكما الآن، سعد بن معاذ.. فلما أقبل سعد قال أسعد لمصعب: (أي
مصعب، جاءك والله سيد من وراءه من قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان)[1]
فكان لهذه العناية بهذين الرجلين الأثر
البالغ حيث أسلم بإسلامهما جميع دور بني الأشهل.
التوجهات:
قلت: وعيت ما ذكرته في الخانة الثانية.. فما (التوجهات) التي وضعتها
في الخانة الثالثة؟
قال: كما أن البشر يختلفون في طباعهم التي طبعوا عليها، ويختلفون في
قدراتهم، يختلفون كذلك في توجهاتهم.. فمنهم الملاحدة الذين لا يؤمنون برب، ولا رسول، ولا كتاب، ولا دين.. ومنهم المشركون الذين يعبدون الأصنام.. ومنهم أهل الكتاب الذين يؤمنون بالله
خالقاً، وبكثير من الرسل.. ومنهم المنافقون الذين يُظهِرون
الإسلام، ويُبطِنون الكفر.. ومنهم العُصاة الذين طغت
عليهم المعصية، حتى أصبحت تُلازِمهم، فلا
يهتمون بدين، ولا