ومن ذلك قوله a:(عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهيط[1]، والنبي ومعه الرجل والرجلان،
والنبي وليس معه أحدٌ إذ رفع لي سوادٌ عظيمٌ فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى
وقومه ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سوادٌ عظيمٌ، فقيل لي: انظر إلى الأفق
الآخر، فإذا سوادٌ عظيمٌ، فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير
حساب ولا عذابٍ)، ثم ذكر سبب دخولهم الجنة بغير حساب، فقال: (هم الذين لا يرقون،
ولا يسترقون ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون) [2]
انظر هذا الفضل العظيم الذي أعده الله للمتوكلين.. إنهم من دون الناس..
يدخلون الجنة من غير حساب.. وذلك لأنهم لم يثقوا إلا في الله، فحطت ثقتهم في الله
عنهم أوزارهم، فراحوا إلى الجنة من غير حساب ولا عذاب.
وعن جابرٍ أنه غزا مع النبي a قبل نجدٍ، فلما قفل رسول الله a قفل معهم، فأدركتهم القائلة في وادٍ
كثير العضاه، فنزل رسول الله a،
وتفرق الناس يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله a تحت سمرةٍ، فعلق بها سيفه، ونمنا نومةً،
فإذا رسول الله a يدعونا، وإذا عنده أعرابيٌ فقال:
(إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائمٌ، فاستيقظت وهو في يده صلتاً، قال: من يمنعك مني؟
قلت: الله ـ ثلاثاً ـ)، ولم يعاقبه وجلس[3].
وعن أم سلمة أن النبي a كان
إذا خرج من بيته قال: (بسم الله، توكلت على الله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو
أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي)[4]
قلت: قبلت كل هؤلاء الشهود.. وما كان لي أن أعرض عنهم.. ولكني بين
قوم اختلفوا