تلك العلوم التي دعا القرآن الكريم، ودعا نبينا a إلى تعلمها، فيعتبرها علوما بعيدة عن
الدين أو حاجبة عنه؟
قلت: ولكن التخصص مع ذلك يدعو إلى أن تكون هناك علوم دين وعلوم دنيا؟
قال: ليس هناك مقابلة بين الدين والدنيا عندنا.. فالدين عندنا هو
سياسة الدنيا.. ولا دنيا عندنا إن لم تسس بسياسة الدين.
قلت: فما تسمي هذه العلوم الكثيرة التي يعتبرها البعض مزاحمة لعلوم
الدين؟
قال: هي ثلاثة لا تخرج عنها: حقائق، وسياسات، وصنائع.
الحقائق:
قلت: فما الحقائق؟
قال: الحقائق هي العلوم التي لا تكر عليها جيوش الشبهة والشك، ولا
تهزمها جيوش الأيام والليالي.
قلت: تقصد قطعيتها وأبديتها؟
قال: أجل.. فلا علم لما لم يثبت في وجه الأيام، أو لم يثبت في وجه
الشبهات.
قلت: فما العلوم التي تدخل في هذا الباب؟
قال: كل العلوم التي لا يستفاد منها إلا معرفة حقائقها.
قلت: مثل ماذا؟
قال: الفلك مثلا.. فكل ما ورد في علم الفلك هو من علوم الحقائق.. وهو
تطبيق لقوله تعالى:﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ﴾ (يونس:101)