وإذ بصياحي كان صفقةَ خاسرِ فألقاهمُ من بعد شرِّ عصابةٍ
بجيِّدها إلا كعلم الأباعر)
(زواملُ للأشعار لا علم عندهم
قلنا: فما الثالث؟
قال: أن تأخذ من العالم علمه، وما بدا لك من الحكمة منه، وتدع ما سوى
ذلك.
قلنا: أذلك واجب أم حق؟
قال: هو واجب وحق.. أما كونه واجبا، فلأن الله تعالى حدد شرط الاتباع
بالطاعة لله ورسوله، فقال:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا
بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ﴾ (الحجرات:1)
وأما كونه حقا.. فلأنه لا ينبغي لطالب العلم أن يكلف معلمه عنتا.
قلنا: وما العنت الذي يكلفه في هذا؟
قال: إن من يفعل هذا يطلب ـ من حيث لا يشعر ـ عصمة معلمه، وذلك مما
لا يكون إلا فيمن عصمهم الله، ونصت النصوص على عصمتهم، أما من عداهم، فهم عرضة
للخطأ، ولا ينبغي لمن هو عرضة للخطأ أن نكلفه بالعصمة.
قال بعض الطلبة: لقد ذكرني حديثكم هذا برجل سمعته يناظر في مجلس
حافل، وقد استدل عليه مخالفه بدلالة صحيحة، فكان جوابه عنها أن قال:(إن هذه دلالة
فاسدة، وجه فسادها أن شيخي لم يذكرها، وما لم يذكره الشيخ لا خير فيه)، فأمسك عنه
المستدل تعجبا ؛ ولأن شيخه كان محتشما.
قال الشنقيطي: لا تحسبن هذا محدودا فيمن رأيت.. فما أكثر من يلبس
لباس العلم ظاهرا، بينما هو ـ في حقيقته ـ مقلد بشع التقليد، لا يتعصب إلا لمن
ولاهم أمره، فهو يقبل على