المؤلم، أو حره المزعج، فربما سمع ما لم يتحقق من سماعه، أو فهم ما
لا يصح أن يفهمه.. وإن كان أستاذا ربما أجاب أو أفتى بغير الصواب، لأنه لا يتمكن
من استيفاء النظر.
قلت: أهذا قياس على ما ورد في الحديث من نهيه a عن صلاة الحاقن[1].. ونهيه a عن صلاة الحازق[2]، وهو صاحب الخف الضيق.
قال: ليس ذلك قياسا.. بل العلم لا يختلف عن الصلاة.. فكما أن هذه
الشواغل تصرف عن الصلاة، وتؤثر في خشوعها، فهي كذلك تصرف عن العلم، وتؤثر على
معايشة الطالب ما يتعلمه.. وذلك يحول بينه وبين الاستفادة منه.
قلنا: فحدثنا عن السادس.
قال: أن يعطي لمجلس العلم حقه من الأدب.. لقد قال الله تعالى يشير
إلى مجامع ذلك:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ
تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ
انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ
أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ (المجادلة:11)..
انظروا كيف ربط الله تعالى بين المجالس والعلم.. وانظروا كيف أمر الله تعالى
الجالسين بالطاعة المطلقة لمن يريد أن ينظم مجلسهم، فإذا أمرهم بالفسح فسحوا، وإذا
أمرهم بالنشوز نشزوا؟
قلنا: فما هي آداب المجالس التي يجب على طالب العلم أن يراعيها؟
قال: أولها.. أن يجلس حيث انتهى به المجلس، فلا يتخير محلا دون غيره
إلا لغرض، ولا ينبغي أن يزاحم من هو أولى منه على مجلسه.. لقد روي في الحديث: أن
رسول الله a كان يجلس حيث انتهى به المجلس..
وورد فيه كذلك أن رسول الله a كان
يقول: (لِيَليني