قال: أن ينوي بطلب العلم أو نشره تبليغ أحكام الله تعالى التي ائتمن
عليها، وأمر ببيانها والازدياد من العلم، وإظهار الصواب، والرجوع إلى الحق
والاجتماع على ذكر الله تعالى والسلام على إخوانه من المسلمين والدعاء للسلف
الصالحين.
يحكى عن بعضهم أنه كان يكتب حتى تكل يده، فيضع القلم ثم ينشد من باب
الإشارة:
لئن كان هذا الدمع يجري صبابةً
على غير ليلى فهو دمع مضيع
قلت: حقيق بطالب العلم ومعلمه أن يفرح، فكيف يبكي هذا؟.. ألم يبلغه
فضل أهل العلم؟
قلت: بلى.. وقد سئل رسول الله a عنها، فقيل له: أهو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو مع ذلك
يخاف الله؟ قال: (لا، ولكن الرجل يصوم ويتصدق ويصلي، وهو مع ذلك يخاف الله أن لا
يتقبل منه)[1]
قال: فأهل العلم هم أولى بالخشية من غيرهم.. ألم تسمع قوله تعالى:﴿
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ (فاطر: 28)
قلت: بلى..
قال: فأعظم الخشية هو أن يخاف المؤمن ألا يقبل منه.. لقد قال بعضهم
يعبر عن ذلك:(الناس كلهم هلكى إلا العالمون، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون،
والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم)