بعد أن رأى الشنقيطي منا ذلك، قال في حلقة من الحلقات، بعد أن أجرى
لنا بعض الاختبارات: مبارك لكم فهمكم لسر الإخلاص والتجرد.. فهلموا إلى العمل..
فلا ينفع الإخلاص من دون عمل.
لقد ورد في النصوص الكثيرة عن رسول الله a اعتبار العمل ركنا من أركان العلم
النافع.. فلا يكمل العلم إلا بالعمل، كما لا يصلح العمل إلا بالعلم.
ولهذا كان a
يستعيذ من العلم الذي لا ينفع، وهو العلم الذي لا يستفيد منه صاحبه عملا صالحا
يقربه إلى ربه، قال a:(اللهم إني أعوذ بك من علم لا
ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها)[1]
وأخبر a عن بعض مشاهد المعاناة التي
يجدها من لم يعمل بعلمه، فقال:(يجاء بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق
أقتابه فيدور بها كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: يا فلان
ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالمعروف
ولا آتيه، وأنهاكم عن الشر وآتيه)[2]
وقال a:(الزبانية أسرع إلى فسقة القراء
منهم إلى عبدة الأوثان، فيقولون: يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان؟ فيقال: لهم ليس من
يعلم كمن لا يعلم)[3]
وقال a:(إن أناسا من أهل الجنة ينطلقون
إلى أناس من أهل النار فيقولون: بم دخلتم النار، فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما
تعلمنا منكم؟ فيقولون: إنا كنا نقول ولا نفعل)[4]