وقال a:(أشد الناس عذابا يوم القيامة
عالم لم ينفعه علمه)[1]
وأخبر a أن من الأسئلة الخطيرة التي
يسأل عنها العبد يوم القيامة، وعلى أساسها يقرر مصيره، سؤاله عن علمه فيما عمل
فيه، قال a:(لا تزول قدما عبد يوم القيامة
حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه،
وعن جسمه فيم أبلاه)[2]
وقال a:(لا تزول قدما ابن آدم يوم
القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من
أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم)[3]
وقال a:(ما من عبد يخطب خطبة إلا الله
عز وجل سائله عنها ما أراد بها)[4]
ولهذا اعتبر a من
لم يعمل بعلمه شر الناس، فقد سئل a: يا
رسول الله أي الناس شر؟ فقال a:(اللهم
اغفر، سل عن الخير ولا تسل عن الشر، شرار الناس شرار العلماء)[5]
وفي الحديث عن عمار بن ياسر قال: بعثني رسول الله a إلى حي من قيس أعلمهم شرائع الإسلام،
قال: فإذا هم قوم كأنهم الإبل الوحشية طامحة أبصارهم ليس لهم هم إلا شاة أو بعير،
فانصرفت إلى رسول الله a
فقال: يا عمار ما عملت؟ فقصصت عليه قصة القوم وأخبرته بما فيهم من السهوة، فقال:
(يا عمار ألا أخبرك بأعجب منهم؟ قوم علموا بما جهل أولئك، ثم سهوا كسهوهم)[6]
وشبه رسول الله a من
يعلم الناس الخير، وينسى نفسه بالسراج الذي يضيء لغيره،