قال: حينها لن تكون هناك قنابل نووية، ولا تلوت بيئة، ولا انحراف
إنترنت، ولا قنوات ماجنة، ولا صحف فضائح..
قلت: تقصد أن يمتلئ العالم بالسلام.
قال: أجل.. حينها يعم السلام الذي جاء به الإسلام العالم.. فلن تشعر
البشرية بلذة السلام إلا في رحاب الإسلام.
قلت: كل ما ذكرته جميل.. ولكن.. ألم تقرأ ما ذكر الغزالي من أن الجاه
محبوب بالطبع؟
قال: بلى.. قرأت ذلك.
قلت: أتريد منا أن نقهر طبعنا، أم تريد من البشرية أن تتمرد على
الفطرة التي فطرت عليها.
قال: لقد ذكر لنا نبينا a ما نملأ به هذه الفطرة.. وبما هو أكمل وأعظم من كل جاه ومنصب.
قلت: فحدثني حديث ذلك.
قال: من ذلك ما أخبر a عنه
وهو يعدد فضل طالب العلم، فقال:(من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا
إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم
ليستغفر له من في السم؟وات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على
العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم
يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)[1]
وقال a:(ما من رجل تعلم كلمة، أو
كلمتين، أو ثلاثا، أو أربعا، أو خمسا مما فرض