قلت: كيف تقول هذا؟.. لقد كنت أحسبك ذا علم وذا عقل.. هل يجوز للمسلم
أن يتوقف عن أداء الصلاة؟.. إن الصلاة مفروضة في جميع الأحوال، ولو أن تؤديها
بالإيماء.
قال: ومثلها العلم.. كلاهما فريضة من فرائض الله.. وكلاهما مما لا
يجوز التوقف عن طلبه.. ألم تسمع قوله تعالى مخبرا عن دعاء النبي a :﴿ وَقُل رَبِّ زِدْني عِلْماً ﴾ (طه: 114)،
وقوله تعالى وهو يبين رفعة أهل العلم:﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ
يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ﴾ (الزمر: 9)، وقوله تعالى:﴿
يَرْفَعِ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
دَرَجَاتٍ ﴾ (المجادلة: 11)، وقوله تعالى وهو يحصر الخشية في أهل العلم:﴿
إنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ (فاطر: 28)؟
وفوق ذلك.. فقد أخبر رسول الله a بأن العلم نوع من أنواع العبادة، بل هو
من أفضلها، فقال:(أفضل العبادة الفقه، وأفضل الدين الورع)[1]، وصرح a بذلك فقال:(فضل العلم خير من فضل
العبادة، وخير دينكم الورع)[2]
وقال a في حديث آخر:(قليل العلم خير من
كثير العبادة، وكفى بالمرء فقها إذا عبد الله، وكفى بالمرء جهلا إذا أعجب برأيه)[3]
وقال a:(ما عبد الله بشيء أفضل من فقه
في دين، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، ولكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه)[4]