responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 205

الغنم يا رسول الله؟ قال: (نعم، وما من نبي إلا وقد رعاها)[1]

وسمع ما حدث به أبو سعيد قال: افتخر أهل الإبل والشاء، فقال رسول الله a:(بعث موسى وهو راعي غنم، وبعث داود وهو راعي غنم، وبعثت وأنا راعي غنم لأهلي بأجياد)[2]

لو أن سمع كل هؤلاء الشهود لترك رماحه وسيوفه وجلس مع غنماته كما أجلس أنا الآن معها.. وقد كفى العالم من شره، وكفاه العالم شره.

قلت: كيف رضيت لنفسك ـ مع ما منحته من قدرة على التعلم ـ على الجلوس بين الغنم.. ألم يكن الأجدى بك أن تجلس بين يدي تلاميذك، يقبل هذا يدك، ويسعى ذاك لخدمتك، وفوق ذلك تنال من الأجور ما لا تناله من هذه المهنة؟

قال: ومن لهذه الغنم المسكينة يرويها ويطعمها.. ومن للبشر الذين ينتظرون صوفها ولبنها ولحمها..؟

قلت: لكل حرفته التي تصلح له.. وأنا لا أرى هذه الحرفة تصلح لك.

قال: إن كل من تراه في هذه الصحارى مثلي يحفظون ما أحفظ.. ويعلمون ما أعلم.. فهل نترك حرفنا ووظائفنا لنجلس جميعا معلمين وأساتذة؟

قلت: فهل تعلمتم إذن لتصيروا رعاة؟

قال: العلم شيء.. والحرفة شيء آخر.. نحن نتعلم لوجه الله، وابتغاء مرضاة الله، ثم نكل إلى الله أحوالنا.. فإن شاء أن يجعلنا في زمر الأساتذة حمدنا الله على ذلك مع اعتقادنا بعظم المسؤولية المنوطة بنا.. وإن شاء أن يجعلنا رعاة غنم حمدنا الله، واعتقدنا فضل ما نحن فيه.. فلسنا أشرف من رسول الله a ولا أشرف من الأنبياء.

قلت: متى توقفت عن طلب العلم؟


[1] رواه البخاري ومسلم.

[2] رواه أبو داود الطيالسي والبغوي وابن منده وأبو نعيم.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست