قال الغزالي: فما تقول في قوله تعالى:﴿ وَلا تُجَادِلُوا
أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ (العنكبوت: 46)
قال الرجل: هذه الآية تتعلق بالأمور الدنيوية المتصلة بالمعاملات الدائرة
في إطار التعايش في علاقة المسلمين بغيرهم، فالخلاف حول العقائد يتعذر تجاوزه أو
حتى الوصول فيه الى حل وسط، بل إن الحوار في مثل هذه الأمور العقدية قد يبعد ولا
يقرب، ويورث المرارة ولا يبددها.
قال الغزالي: هذه حجتك الدينية، فما حجتك الواقعية؟
قال الرجل: لقد رأيت أن الحوار ما هو إلا وسيلة أراد القائمون عليه
من خلالها اختراق عقول صفوة المفكرين المسلمين بهدف تحييدهم واخراجهم من دائرة
الحوار الحقيقي، وذلك بإضفاء صفات السماحة والعصرية والتحضر والمرونة والتنوير
وغير ذلك من المصطلحات التي تطلق على بعض المشاركين في هذه المؤتمرات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هدف مؤتمرات الحوار مع الأحبار تذويب الاسلام
عن طريق الإخاء الديني والحوار بين الأديان في ظل الدعوة الابراهيمية، ومثل هذه
الدعوات دعوات خطيرة وخبيثة تستهدف عقيدة التوحيد عند المسلمين تحت شعار الوحدة
بين الأديان، وما تفرع عن ذلك من محاولة طبع القرآن والتوراة والانجيل في غلاف
واحد، وبناء مسجد وكنيسة وبيعة في محيط واحد.
ولخطورة هذه الدعوة أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
بالسعودية فتوى جاء فيها: (لا يجوز لمسلم يؤمن بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد
نبياً ورسولاً الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة والتشجيع عليها وتسليكها بين
المسلمين، فضلاً عن الاستجابة لها، والدخول في مؤتمراتها وندواتها)