responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 185

أخو بني عبد الدار، وأبو البَختري بن هشام، والأسود بن المطلب بن أسد، وزمعة بن الأسود... قال: اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظَهر الكعبة، ثم قال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تُعذِروا فيه، فبعثوا إليه: إن أشارف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك، فأتهم فجاءهم رسول الله a، وهو يظن أن قد بدا لهم فيما كلمهم فيه بداء، وكان عليهم حريصا يحب رُشدهم ويَعزّ عليه عنَتَهُم، حتى جلس إليهم، فقالوا له: يا محمد إنا بعثنا إليك لنكلمك وإنا والله ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه مثل ما أدخلت على قومك، لقد شتمت الآباء وعبت الدين وشتمت الآلهة، وسفّهت الأحلام وفرّقت الجماعة، فما بقي أمر قبيح قد جِئته فيما بيننا وبينك ـ أو كما قالوا له ـ فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا فنحن نسوّدك علينا، وإن كنت تريد به ملكا ملّكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رِئيا تراه قد غلب عليك ـ وكانوا يُسمون التابع من الجن رِئيا ـ فربما كان ذلك، بذلنا أموالنا في طلب الطب لك حتى نُبرئك منه، أو نُعذر فيك.

فقال لهم رسول الله a: (ما بي ما تقولون، ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولا، وأنزل عليّ كتابا، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا، فبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم ـ أو كما قال رسول الله a ـ

قالوا: يا محمد فإن كنت غير قابل منا شيئا مما عرضناه عليك، فإنك قد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلدا ولا أقل ماءً ولا أشد عيشا منا، فسلْ لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به فليسيّر عنا هذه الجبال التي قد ضيّقت علينا، ليبسط لنا بلادنا، وليفجر لنا فيها أنهارا كأنهار الشام والعراق، وليبعث لنا من مضى من آبائنا، وليكن لنا منهم قُصي بن كلاب، فإنه كان شيخَ صِدْق،

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست