responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 184

قال أحدهم: الإنصات.. بل الإنصات الكامل حتى يفرغ الطرف الآخر دون مقاطعة، بل إتاحة المجال له إن أمكن لإضافة ما يريده إن كان غفل عن شيء أو نسيه، كما قال a:(أقد فرغت يا أبا الوليد)، وهذا غاية في الإنصاف ونهاية في الذوق الرفيع.. فالنبي a استمع لوجهة نظر الخصم بصدر رحب، مع أنها وجهة نظر مرفوضة، وذلك لضمان استماع الطرف الآخر لوجهة نظره.

قال آخر: عدم إظهار الاشمئزاز من الطرف الآخر مهما بلغت به الخصومة.. فالنبي a لم يعنف عتبة، ولم يسخر منه.. وحاشاه من كل ذلك.

قال آخر: بل فوق ذلك نرى النبي a أعطى الطرف الآخر حقه من الاحترام اللائق به في المخاطبة، والكلام معه بأدب وتقدير، ويظهر ذلك من مخاطبة الرسول a لعتبة بكنيته:﴿ أفرغت يا أبا الوليد)

قال آخر: مما يتجلى في الحديث من هديه a في الحوار أهمية الاستعانة بالقرآن الكريم وما فيه من مواعظ، خاصة إذا كان الطرف الآخر ممن يفهم ذلك ويُحسن تدبره، وقد اختار النبي الكريم a آيات من أول سورة فصلت تناولت موقف المشركين من الإسلام وتعرضت لعقيدة التوحيد وقدرة الله تعالى الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ثم الإنذار بصاعقة مثل صاعقة عاد وثمود.

وقد كان لهذه الآيات وقع شديد على نفس عتبة بن الوليد حيث أثرت فيه تأثيرا شديدا، حتى جاء قومه وقال: (سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي، وخلّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم)

انتقلت إلى حلقة أخرى.. سمعت القارئ فيها يقرأ ما حدث به ابن اسحق عن عبد الله بن عباس قال: اجتمع عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو سفيان بن حرب، والنضر بن الحارث،

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست