فلذلك جعلنا هذا القسم مركز أبحاث في المسائل المهمة التي ينبغي
الحوار فيها.
قلت: فما علاقة ذلك بالآية؟
قال: الآية الكريمة هي التي هدتنا إلى ذلك.. فالله تعالى يخاطب أهل
الكتاب داعيا لهم إلى الاجتماع مع نبيه a حول القضايا العقدية الكبرى.. والتي هي إفراد العبودية لله، وترك
الخلافات الجانبية..
قلت: أهناك خلافات جانبية؟
قال: هي كثيرة جدا.. وأكثرها مما يستنفذ الجهود.. وأكثرها مما ينفخ
فيه الشيطان.
قلت: فهل وجدتم ما تخمدون به نيران الشياطين؟
قال: أجل.. وجدنا ـ بحمد الله ـ الكثير.. ونحن نتدارس ذلك في هذا
الفرع.
البراهين:
بعد أن مكثنا فترة في الفرع الثاني.. انتقلت مع بعض رفاقي إلى الفرع
الثالث من قسم (الخبرة).. وقد كتب على بابه قوله تعالى:﴿ قُلْ هَاتُوا
بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ (البقرة: 111)، وقد لاقانا
الغزالي كعهدنا به في بداية الدخول إلى كل فرع، وبعد أن هنأنا بتخرجنا من الفرع
السابق، قال: مرحبا بكم في القسم الثالث من أقسام الخبرة.. إنه القسم الذي ترثون
به سنة البراهين من إرث الحوار النبوي.
قال بعض رفاقي: عهدنا بالبراهين تدرس في العلوم العقلية، لا في
العلوم النقلية.. فكيف تعتبر البراهين العقلية إرثا من إرث النبوة؟
قال: لأنه لم يكتمل تطبيق البراهين العقلية لأحد من الناس كما اكتمل
للنبي a، ولإخوانه من الأنبياء الكرام..
قلت: نحن نعرف أن أرسطو هو واضع البراهين العقلية.. فكيف تنسب ذلك
للأنبياء؟