responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 174

قال: ألا تعرف الخليل بن أحمد؟

قلت: وكيف لا أعرفه؟.. إنه واضع علم العروض، فهو مكتشف أوزان البحور الشعرية المعروفة وواضع تفعيلاتها.

قال: أمعلقته أجمل، أم معلقة زهير بن أبي سلمي؟

ضحكت، وقلت: ما بالك؟.. لا شك أن بضاعتك مزجاة في الشعر.. كيف تقارن بين رجل باحث لا علاقة له بالشعر بأولئك الفحول الكبار من الشعراء؟

قال: فعلم من ذكرت من الفحول بالعروض أكبر أم علم الخليل؟

قلت: بل علم الخليل.. فلم يكن في الجاهلية من يعرف بحور الشعر.

قال: وهكذا البراهين العقلية.. فرق كبير بين أن تعرف المقدمات والمقاييس وبين أن تطبقها.. نعم ربما يكون أرسطو أعلم بمصطلحات المنطق.. لكن التطبيق المثالي للمنطق لم يتحقق بكماله لغير الأنبياء وورثة الأنبياء.

قلت: ألست تحجر واسعا؟

قال: لا.. لم أحجر واسعا.. إن الأحكام العقلية تقتضي عقلا سليما لا تؤثر فيه أي شهوة أو شبهة.. فلا يمكن أن يكون الاستنتاج العقلي سليما، وهو محاط بأكوام الشهوات والشبهات.

قلت: أكوام الشبهات والشهوات !؟

قال: أجل.. ونحن في هذا الفرع من هذا القسم نبحث في هذه الأكوام لنطهر العقل منها، فلا يمكن للعقل الملطخ بذلك الدنس أن يصدر منه إلا الدنس.

قلت: اضرب لي أمثلة عنها..

قال: منها الكبر الذي تمتلئ به تلك العقول عن سماع غيرها.. لقد ذكر بعض هؤلاء، فقال:﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست