فهمها واستيعاب ما تطرحه من أفكار.
قال أحد رفاقي: فإن لم يكن له القدرة على ذلك؟
قال: من لم تكن له القدرة.. فليلزم الصمت.. فلا يمكن للجاهل أن يكون معلما..
قال الطالب: إن ذلك يقلل الدعاة إلى الله.
قال: للدعوة إلى الله أساليب كثيرة.. والحوار العلمي أسلوب من أساليبها.. ولا يمكن أن يمارس هذا الأسلوب جاهل.. لأنه لا يزيد طين الحوار إلا بلة.
قلت: إن من قومي من يدعو المسيحيين إلى مناظرات علمية.. وهو لا يعرف حتى فصول الكتاب المقدس.
قال: ذلك مغرور.. فانهره.. وأخبره بقوله تعالى:﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾ (الحج:8)
قلت: إن هذه الآية تتحدث عن الكفار.. لا عن المسلمين.
قال: الآية تتحدث عن المجادل بغير علم.. ويستوي في ذلك المسلم وغير المسلم.
قلت: فهل في النصوص المقدسة ما يدل على مراعاة هذا في الحوار؟
قال: أجل.. وما كان لنا أن نتخطى النصوص المقدسة، أو نتجاهلها..
قلت: أين ذلك؟
قال: ألست تقرأ في القرآن الكريم قوله تعالى:﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ (البقرة:113)، وقوله تعالى:﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ (المائدة: 18)، وقوله تعالى:﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾ (المائدة: 64)، وقوله تعالى:﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ