قال الصبي: من امتلأ بمعاني القرآن التي قرأ في قيامه سينحني لا
محالة تواضعا لربه.
قال جعفر: لقد ورد في الحديث عن النبي a قال: (ألا وإني نُهيت أن أقرأ
القرآن راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظِّموا فيه الرَّبَّ، وأما السجود
فاجتهدوا في الدعاء، فَقَمِنٌ أن يُستجاب لكم)[1].. فما سر النهي عن القراءة في
الركوع والسجود؟
قال الصبي: كلام الله يعلو ولا يعلى عليه.. وكلام الله لا يقرأ
إلا في أرفع الأماكن وأشرفها..
قال جعفر: فما الأذكار التي سنها لنا أعرف الخلق بالله لنقولها
في الركوع؟
قال الصبي: أشهرها (سبحان ربي العظيم)، وهي مقتبسة من القرآن
الكريم، ففي الحديث: لما نزلت:﴿
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾(الواقعة:74)، قال لنا رسول الله a: (اجعلوها في ركوعكم)، فلما نزلت:﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾
(الأعلى:1)، قال: (اجعلوها في سجودكم)[2]
وعن حُذيفة بن اليمان أنه سمع رسول الله a يقول إذا ركع: (سبحان ربي العظيم)،
ثلاث مرات، وإذا سجد قال: (سبحان ربي الأعلى)، ثلاث مرات[3].
ومن الصيغ غير هذه الصيغة ما حدث به علي أن النبي a كان إذا ركع قال: (اللهم لك ركعتُ
وبك آمنتُ ولك أسلمتُ، أنت ربي، خشع سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وما استقَلَّتْ
به قدمي لله رب العالمين)[4]
[1] رواه مسلم، ورواه ابن خُزَيمة وأبو داود وأحمد وابن حِبَّان
قريباً منه، ومن النصوص الواردة في هذا المعنى أيضا ما روي عن علي أن رسول الله r نهى عن لبس القَسِّيِّ،
وعن تختُّمِ الذهب، وعن قراءة القرآن في الركوع (رواه مالك)، وعنه قال: نهاني رسول
الله r عن قراءة القرآن وأنا
راكع أو ساجد (رواه مسلم)