قال الصبي: أجل.. فقد ورد في النصوص الكثيرة ما يدل عليه.
قال: جعفر: فما صيغته؟
قال الصبي: للمستعجل أم لغير المستعجل؟
قال جعفر: لكليهما.
قال الصبي: من صيغه ما حدث به علي بن أبي طالب عن رسول الله a أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: (وجَّهتُ
وجهيَ للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونُسُكي
ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أُمِرتُ وأنا من المسلمين، اللهم
أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدُك، ظلمتُ نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر
لي ذنوبي جميعاً إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي
لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئَها لا يصرف عني سيئَها إلا أنت، لبيك وسعديك
والخير كله في يديك، والشَّرُّ ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركتَ وتعاليتَ، أستغفرك
وأتوبُ إليك)[1]
قال جعفر: فما سرها؟
قال الصبي: هذا دعاء التسليم المطلق لله.. ولن يكون المسلم
مسلما حتى يوجه وجهه وصلاته ونسكه ومحياه ومماته لله.. فإن فعل ذلك وأدني من مولاه
كان أول ما يخطر على باله ذنوبه.. فيسارع للاستغفار منها.. ثم يخطر على باله
العصمة منها، فيسأل الله من الخلق ما يقيه سيئها، ويحققه بحسنها.
قال جعفر: أحسنت في هذا.. وأنا لا أرى إلا ما رأيت.. فحدثني عن
الركوع.