قال الصبي: ألا ترى الداخلين على الملوك كيف ينبهون إلى مراعاة
الأدب قبل دخولهم.
قال جعفر: بلى..
قال الصبي: فهكذا الصلاة.. إن الإقامة، وقبلها الأذان تقول
للمصلي: إياك أن تعتقد أن هناك من هو أكبر من مولاك الذي تناجيه.. ثم تقول له: إنه
إله واحد.. وإن الذي علمك هذه الصلاة هو نبيك ورسول ربك.. ثم تذكره بالإقبال على
الصلاة بهمة وعزيمة وصدق.. باعتبارها مفتاح الفلاح.. ثم تعود لتذكره بعظمة الله
ووحدانيته ليدخل الصلاة خالي البال من غير مولاه.
قال جعفر: فبم يدخل الصلاة؟
قال الصبي: لا يحل أن يدخلها بغير تكبير.. لقد قال رسول الله a: (مفتاح الصلاة الطُّهور، وتحريمها
التكبير، وتحليلها التسليم)[1]
قال جعفر: فما سر ذلك؟
قال الصبي: لا يحل لقلب يجلس بين يدي الله.. ولسان يناجي الله..
أن يكون في ذهنه غير الله.. فالله أكبر من أن يشرك معه غيره.
قال جعفر: فماذا يقول بعدها؟
قال الصبي: المستعجل أم غير المستعجل؟
قال جعفر: كلاهما..
قال الصبي: أما المستعجل.. فيبدأ مباشرة بكلام ربه.. فأعظم ما
يناجى به الله كلامه.
وأما غير المستعجل.. فقد سن له النبي a كلمات تملأ قلبه بمعاني التعظيم
التي تهيئه