قال الرجل: ولكني ما أتيت هنا إلا بعد أن سمعت أن رسول الله a ارتدى حلة حمراء، ومعي في ذلك من
النصوص ما حدث به جابر أن رسول الله a كان يلبس بردة الأحمر في العيدين والجمعة[2].
وعن عامر بن عمرو قال: رأيت رسول الله a بمني يخطب على بغلة، وعليه برد
أحمر وعلي أمامه يعبر عنه ما يقول[3].
وعن بعض الصحابة أنه رأى رسول الله a في سوق ذي المجاز، وعليه أحمران[4].
قال العامل: صدقت في هذا.. ولكن الحمرة المرادة في هذه النصوص
ليست الحمرة المحضة التي لا يخالطها غيرها، وإنما الحلة الحمراء بردان يمانيان منسوجان بخطوط
حمر مع الأسود كسائر البرود اليمنية، وهي معروفة بهذا الاسم باعتبار ما فيها من
الخطوط، إلا فالأحمر البحت نهى عنه a أشد النهي.. وقد ذكرت لك ما ورد فيه من النهي.
***
مكثت في صحبة هذا الرجل الفاضل مدة من الزمن، وقد ظهر لي فيها
من صلاحه وتقواه وطهارة قلبه ما لا يمكن للساني أن يعبر عنه..
في أول ليلة بت فيها عنده تكسرت تلك الأوهام الكثيرة التي نشرها
ما رأيته منه في النهار..
ففي النهار تصورته رجل دنيا.. لا يعرف من نبيه إلا صورته وأكله
ولباسه.. وكل ما