قال الصالحي: في بعض البلاد نرى المشايخ يعممون تلاميذهم أو
مريديهم.. فهل في ذلك أثر عن رسول الله a؟
قال التاجر: أجل.. وأكثر من يأتيني من
هؤلاء أكثر الله منهم.. وهم على قدم رسول الله a في هذا، فقد روي عن عن علي قال: (عممني
رسول الله a يوم غدير خم بعمامة سدلها خلفي[2].
قال التاجر: لقد وردت الآثار بفعل رسول
الله a له.. ومنها ما روي عن سهل بن سعد قال: كان
رسول الله a يكثر القناع[4].
وعن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله a إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه،
وعرفنا ذلك منه، فتنحي منتبذا خلفنا، وجعل يغطي رأسه بثوبه، فأتانا، فأخبرنا أنه
قد أنزل عليه الوحي:﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً﴾ (الفتح:1)[5]
وعن ابن عباس قال: خرج رسول الله a متقنعا بثوبه فقال: (يا أيها
الناس، إن الناس يكثرون، وإن الأنصار يقلون، فمن ولي منكم أمرا ينفع فيه أحد،
فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم)[6]
[2] رواه أبو داود الطيالسي وابن أبي شيبة وابن منيع والبيهقي في
الشعب.
[3] يطلق القناع والمقنّع والمقنّعة على نوع من القماش يضعه
الرجل والمرأة على الرّأس، ويطلق على الخمار الّذي تغطّي به المرأة وجهها، ووصف
البعض الرّجل بالتّقنّع فقال: رجل مقنّع إذا كان عليه بيضة ومغفر..