قال الثاني: بورك فيك يا أخي.. ولكني
أسأل: هل الزينة مرتبطة بذوق الشخص في نفسه، أم بذوق المجتمع؟
قال الأول: لم تسأل هذا السؤال؟
قال الثاني: إذا كانت الزينة مرتبطة بذوق
الشخص في نفسه.. فإن ذوقي هو ما ورد في النصوص من ذوق رسول الله a.. لقد فنى ذوقي في ذوقه..
قال الأول: الزينة مرتبطة بالأمرين..
فالذوق الفردي لا بد ألا يخرق سنن المجتمع.. ولهذا حرم الشرع لباس الشهرة.. ففي
الحديث أن النبي a قال: (من لبس ثوب شهرة ألبسه
الله تعالى يوم القيامة ثوبا مثله ثم يلهب فيه النار)[1]، وفي حديث آخر (أن النبي a نهى عن الشهرتين: دقة الثياب وغلظها،
ولينها وخشونتها، وطولها وقصرها، ولكن سداد فيما بين ذلك واقتصاد)[2]
قال الثاني: وهل ترى في مراعاة الذوق النبوي
مخالفة للذوق الاجتماعي؟
قال الأول: في اللباس والتنعل هناك أشياء
ترتبط بالذوق.. وهناك أشياء ترتبط بالمصلحة.. فلا يصح أن يكلف ساكن المناطق
الباردة نفسه عنتا بلبس ما كان يلبسه a.. فالرسول a كان
في منطقة حارة.. والملابس فيها عادة تكون خفيفة، ويقصد منها صد الشمس والحر، لا صد
البرد.
قال الثاني: بورك فيك.. وقد هداني هذا
إلى حيلة قد تجمع بين الأمرين جميعا.
قال الأول: ما هي؟
قال الثاني: أن أصمم من الملابس النبوية
ما يصلح لجميع المجتمعات، وفي جميع المحال.