قال الأول: لك ذلك.. بشرط أن لا تفرضها
على الناس باعتبارها سنة.. فالسنة النبوية هي ما ورد في النصوص التنصيص عليه.
قال الثاني: أعلم ذلك.. ولكني أرفع به
الحرج عن بعض من يحب هذا النوع من اللباس حبا في المصطفى a.
قال الأول: ألا أدلك على ما هو أفضل من
ذلك؟
قال الثاني: وما هو؟
قال الأول: أن تجعل من تلك الملابس
الخفيفة التي كان يلبسها رسول الله a
ملابس مرتبطة بمحال معينة كالبيت والمسجد.. أو في أوقات معينة، كالأعياد ونحوها،
بحيث نجمع بين المصالح جميعا.
قال الثاني: نعم ما قلت.. وسأبدأ فورا
بتنفيذه.
سرنا إلى محل آخر كان مختصا ببيع العمائم[1]، دخلنا إليه، فاستقبلنا بقوله: لدي
هنا جميع أنواع العمائم التي لبسها رسول الله a.. ولدي بالدكان محل خاص يعلم كيفية
استعمالها على الهيئة التي استعملها النبي a.
قال الصالحي: لن نشتري منك شيئا إلا بعد أن نتأكد من علمك بما
ورد في كتب الحديث والفقه عن العمائم.
قال التاجر: سل ما بدا لك.. فلولا علمي بما ورد فيها، وفي فضلها
ما جعلت محلي مختصا فيها..
قال الصالحي: أول سؤال هو: هل ارتدى رسول الله a العمائم؟
قال التاجر: لا يشك عاقل في ذلك.
[1] العمائم: جمع عمامة، وهي اللّباس الّذي يلاث - يلفّ - على الرّأس تكويراً، وتعمّم
الرّجل: كوّر العمامة على رأسه.