قال الرجل بلهفة: فحدثني بالأحاديث
الواردة في ذلك..
قال التاجر: لقد حدث جابر قال: رأيت رسول الله a وهو محتب بشملة، قد رقع هدبها على
قدميه[1].
قال الرجل: ضعها لي في القفة.. وأرني
ثوبا آخر من الثياب التي كان يلبسها أعرف العارفين بالله a.
أتى الرجل بمجموعة ثياب، وقال: هذه مجموعة ثياب وردت النصوص
بذكرها.
قال التاجر: فحدثني بالأحاديث الواردة فيها.
قال الرجل: أولها هذه النمرة[2].. وقد حدث حديثها عن سهل بن سعد
قال: (حيكت لرسول الله a
حلة من أنمار من صوف أسود، وجعل لها ذؤابتان من صوف أبيض، فخرج رسول الله a إلى المجلس وهي عليه، فضرب على
فخذه وقال: (ألا ترون ما أحسن هذه الحلة!) فقال أعرابي: يا رسول الله ألبسني هذه
الحلة، وكان رسول الله a
إذا سئل شيئا لم يقل لشئ يسأله لا قال: (نعم)، فدعا بقطريتين فلبسهما، وأعطى
الأعرابي الحلة، وأمر بمثلها تحاك، فمات رسول الله a وهي في الحياكة[3].
وهذه الحبرة.. وقد ورد ذكرها في الحديث: (كان أحب الثياب إلى
رسول الله a أن
يلبسها الحبرة)[4]
قال الرجل: ضعها جميعا في القفة.. وبورك فيك.. واطلب ما شئت من
مال، فما أهون المال أمام ملابس تذكرني بالحبيب.