قال رجل منهم: بورك فيك.. لقد كدنا نغفل عن تلك السنة العظيمة..
نعم.. لقد حدثتنا أن رسول الله a كان إذا جلس مجلسا أو صلى تكلم بكلمات (إن تكلم بخير كان طابعا
عليهن إلى يوم القيامة، وإن تكلم بشر كان كفارة له، سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله
إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك)[1]
قالت الجماعة جميعا بعدها: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا
أنت، أستغفرك، وأتوب إليك.
ثم خرجوا إلى المسجد، وخرجت معهم.. وقد كان لهم من الأخلاق
والأدب ما جعلني أشعر بأن العلاقات التي أسسها محمد a لا يوجد في الدنيا ما يشبهها أو
يقترب منها، فهي علاقات في الله وبالله ومن الله.. وما عقده الله لا يمكن أن يحله
البشر[2].
لباسه:
بعد أن خرجنا من المسجد، قال لي الصالحي:
سأذهب بك إلى سوق من أعرق أسواق دمشق، وأكثرها جمالا، وأوفرها بركات..
قلت: أنت تعرف أني لست سائحا، ولا
تاجرا.. فلذلك لا رغبة لي فيما يطلبه السواح، ولا فيما تهفو إليه عيون التجار..
أنا لي مطلب واحد هو البحث عن الإنسان الكامل.
قال: والإنسان الكامل قد تجده في السوق..
إن ربك أعظم من أن يحرم السوق من
[1] رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر برجال ثقات وابن أبي الدنيا
والنسائي.
[2] سنرى التفاصيل الكثيرة المرتبطة بالسلام الاجتماعي في
الإسلام في رسالة (سلام للعالمين) من هذه السلسلة.