يتلقى الندى بوجه صبيح وصدور القنا بوجه وقاح
فبهذا وذا تتم المعالي طرق الجد غير طرق المزاح
لقد كان رسول الله هينا لينا، ولكنه كان حديدا شديدا إذا انتهكت محارم الله [1].
قال الرجل: فكيف كان يظهر غضبه a.. فإن بعضنا إذا غضب لم تطقه الدنيا، ولم يطقها.
قال الصالحي: ذلك هو الجهول.. أما محمد a.. فلم يكن يظهر غضبه إلا على وجهه.. لقد كان وجهه كالمرآة الصافية التي يبدو عليها سروره وغضبه، ورضاه وسخطه..
لقد وصفت أم سلمة غضبه، فقالت: كان رسول الله a إذا غضب احمر وجهه[2].
ووصفه هند بن أبي هالة فقال: كان رسول الله a واسع الجبينين، أزج الحواجب، في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، إذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه[3].
***
ظلت الجماعة تسأل الصالحي إلى أن أذن العصر، حينها ابتدر بعض أفراد الجماعة مسرعا، يريد الانصراف، فنظر إليهم الصالحي مبتسما، وقال: ألم تنسوا شيئا؟
أخذوا ينظرون في أماكنهم، ثم قالوا: لا.. لم ننس شيئا.. فنحن لم نحضر معنا شيئا حتى ننساه.
ابتسم، وقال: ربما لم تحضروا.. ولكنكم أخذتم.. فلا تنسوا ما أخذتموه.
قالوا: أجل.. لقد أخذنا الكثير.. فبورك فيك..
قال: إن رسول الله a هو قدوتنا وأسوتنا الذي به نقتدي، ولا خير في أن نحفظ سنته،
[1] رواه الترمذي.
[2] رواه أبو الشيخ.
[3] رواه البيهقي.