كان النبي a يمزح، ولا يقول إلا صدقا، فقد قال رسول
الله a: (إني لأمزح، ولا أقول إلا حقا)[1]
هيبته:
قال رجل من الجمع: ألم يؤثر ذلك في هيبته
a.. فإن عهدنا سقوط الوقار ممن
يمازح الناس، ويكثر من التبسم لهم؟
قال الصالحي: كلهم يمكن أن يكون كذلك إلا
رسول الله a.. فوقاره من معرفته بربه وصلته
به.. وهي لا يمكن أن يؤثر فيها شيء.
سكت قليلا، ثم قال: ما دمت قد ذكرت ذلك،
فسأحدثك عن مبلغ الهيبة والوقار والتعظيم التي كانت لرسول الله a من أصحابه وأعدائه على حد سواء..
لقد ذكرت أم معبد صفته a، فقالت: (إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم
سماه وعلاه البهاء، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر ابتدروا إلى
أمره، محفود محشود لا عابس ولا معتد)[2]
وعن هند بن أبي هالة قال: (كان رسول الله
a فخما مفخما) [3]
وعن علي قال: من رأى رسول الله a بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه[4].
وعنه قال: كان رسول الله a ليس بالطويل، ولا بالقصير، من رآه هابه:
أي أكبره وعظمه[5].
[1] رواه الطبراني في الكبير، قال الذهبي: إسناده قريب من
الحسن، ورواه الخطيب عن أنس.