تعرفون، وتدعون ما تنكرون، ويقبل أحدكم
على خاصة نفسه، ويذر أمر العامة؟)[1]
وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله a: (أي المؤمنين أحلم؟) قلت: الله
ورسوله أعلم، قال: (إذا اختلفوا ـ وشبك بين أصابعه ـ وأبرهم أبصرهم بالحق، وإن
كان في عمله تقصير، وإن كان يزحف زحفا)[2]
تبسمه ومزاحه:
قال رجل من الجمع، وقد كان أظرفهم
وألينهم، ولم تكن الابتسامة تغادر فمه: يا صاحبنا.. يا من شرفه الله بحفظ سنة رسول
الله a.. أنت تعرف طبعي، وما جبلت عليه
من الفكاهة.. وقد رأيت من الناس من يعاتبني في ذلك، وهم يستدلون لذلك بما ورد في
المواعظ من فضل البكاء..
قال الصالحي: للبكاء محله، وللضحك محله..
وما خلق الله لنا الضحك إلا لنضحك.. لقد قال الله تعالى يذكر ذلك:﴿
وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى﴾ (لنجم:43)
قال الرجل: هم لا يجادلونني في ذلك..
ولكنهم يعتبرون حالي حال القاصرين، لا حال العارفين العابدين الزاهدين الورعين.
قال الصالحي: لقد كان رسول الله a سيد العارفين العابدين الزاهدين الورعين
ومع ذلك كان أكثر الناس تبسما.. لقد حدث الحارث بن جزء قال: ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله a [3].
وعن أم الدرداء قالت: كان أبو الدرداء
لا يحدث بحديث إلا تبسم فيه، فقلت: إني