وعن أم معبد قالت: (كان رسول الله a إذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلم
سماه وعلاه البهاء، كان حسن المنطق)[3]
قال الرجل: فهل تكلم رسول الله a بغير العربية؟
قال الصالحي: لم يكن قوم رسول الله a يتكلمون إلا بالعربية.. فلذلك كان a يتحدث إليهم بلسانهم، كما قال
تعالى:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ
لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (ابراهيم:4)
إشاراته:
قال رجل آخر: لقد رأينا رسول الله a في بعض أحاديثه يستعمل الإشارة.. فحدثنا
بما ورد في ذلك.. وما سره؟
قال الصالحي: لقد عرفنا أن من سنة رسول
الله a إلقاء الكلام واضحا مفهوما حتى
يستفيد السامع منه فائدة تامة..
قال الرجل: ذلك صحيح.. فلا دور للكلام
إلا هذا.. ولا خير في كلام يساء فهمه.. ولا خير في كلام يصعب فهمه.
قال الصالحي: ولذلك كان a ـ أحيانا، ولأجل توضيح المراد من
الكلام، أو لأجل تبيين قيمته وخطره ـ يستعمل الإشارة.
ومما ورد في ذلك تحريكه يده حين يتكلم أو
يتعجب.. فعن هند بن أبي هالة قال: (كان
[1] جوامع الكلم: القليلة الألفاظ، الكثيرة المعاني، جمع جامعة:
وهي اللفظة الجامعة للمعاني، لا فضول فيه، والفضول من الكلام ما زاد على الحاجة
وفضل، ولذلك عطف ولا تقصير.